السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
جمال وعلاء مبارك مثلهما مثل شباب مصر .. عبرا عن فرحتهما بالفوز على غانا والحصول على كأس الأمم الإفريقية .
وعندما هتف جمال مبارك ومعه لاعبو المنتخب " زي ما قال الريس .. منتخب مصر كويس " كان هو الهتاف الذي هتفت به جماهير القاهرة أيضاً بل وزادت عليه " يا علاء قول لأبوك .. منتخب مصر شرفوك " كان هذا دليل على أن الشعب المصري وكما قلت من قبل يلتف حول قائده في أوقات الشدة والفرحة وهذه نقطة شديدة الإيجابية يجب أن نتمسك بها .
والآن حديثي موجه للشعب المصري وقيادته .. تعالوا نستغل هذه الفرحة العارمة .. ونستغل حالة التوحد الرهيبة بين جميع فئات الشعب المصري والتفاف الشعب المصري كله حول قائده .. تعالوا نستغل هذه الفرصة وأن نهتف جميعاً " يجب أن نعيش كويس " يجب أن نتفوق على كل السلبيات عندنا .. تعالوا نستغل ولو مرة واحدة حالة نصر ونشوة يعيش فيها شعب يعشق بلده .
يجب الآن ... وأنا أعني الآن ... أن نجلس جميعاًَ لنتعلم من دروس كرة القدم أن نتعلم كيف نعمل وكيف نجتهد وسوف يساعدنا الله على تحقيق ما نتمناه .
يجب أن نتعلم .. كيف أن طريق الحب والمشاركة والاجتهاد يجب أن يؤدي بنا في النهاية إلى نجاح يسعد به شعب بأكمله .. من يحبون الكرة ومن لا يحبونها ولا يعرفون شيئاً عنها .
الآن .. وأنا أعني كلمة الآن .. يجب أن نبدأ في علاج ما لدينا من سلبيات .. الأمر قد يستغرق سنوات طويلة ولكن يجب أن نبدأ في خوض غمار هذه المعركة الرهيبة من أجل " التطور والتقدم والبقاء أيضاً " لأنه لن يكون هناك مكان لمن يقف محلك سر يحتفل ويرقص ولا يتحرك !
الآن وأنا أعني كلمة الآن ... على اتحاد الكرة أن يقوم بإصلاح نفسه وأن يحاول أن " ينظف " ما بداخله من أشياء خاطئة في المجال الإداري وأشياء - أخرى بعيداً عن الذمة المالية لأحد - ولكن هناك سلبيات رهيبة في الإدارة وأسلوب العمل يجب أن يقوم إتحاد الكرة بمعالجتها بشكل واضح.
يجب علينا أن نبرهن على أننا نحب وطننا " كشعب " يجب أن نبدأ في معالجة كل سلبياتنا لأننا " ننجح " ونستطيع أن ننجح في أي شئ.
نستطيع أن نجعل مرور بلدنا أفضل ..نستطيع أن نجعل التعامل بيننا أفضل .. نستطيع أن نحافظ على نظافة بلادنا .. نستطيع أن نحارب الفساد في أي مجال .. نستطيع أن نحقق إنجاز في أي مجال .. نستطيع أن نخلص في عملنا .. أن نخلص في حديثنا مع بعضنا ...
نستطيع أن نوحد الصفوف .. نستطيع أن نحارب أعداء هذا الوطن .. نستطيع أن نكون " أحياء " بكل معاني الكلمة وليس فقط نفوز في كرة القدم !
إذا لم نستغل حالة النشوة التي نعيشها الآن فهذه ستكون جريمة لا تغتفر في حق أنفسنا .. إذا اكتفينا بالزمر البلدي وبالغناء والرقص ولم نقف مع أنفسنا وقفة واضحة نقول فيها لماذا نجحنا الآن .. ولماذا فشلنا من قبل .. فلن يحدث أي شئ يعطي لنا الأمل في حياة أفضل .
الآن .. والآن فقط .. نطلبها من كل مسئولي مصر .. كما رقصتم فرحا بفوز منتخب بلادكم في كأس الأمم .. نطلب منكم أن تبدأوا كلكم خدمة هذا الوطن بجد ... واحنا معاكم .. سنتحمل .. سنساعدكم .. سنكون سنداً لكم .. إذا وجدناكم تتحركون في الطريق الصحيح.
جمال وعلاء مبارك .. شباب مصري كملايين الشباب المصري هتفوا ورقصوا في الشارع فرحا بفوز منتخب مصر وجاء الوقت الآن .. أن يجلس كل شباب مصر على مائدة واحدة اسمها " فوز مصر في كل شئ " فنحن نستطيع .. نستطيع أن نفوز في كل شئ ... فقط أطلقوا صافرة بداية المباراة !
كلمة أخيرة :
" صديق جزائري سألني سؤال مباشر .. حتشجعنا في كأس العالم ؟ فقلت له بصراحة شديدة .. لأ طبعا ! فسألني لماذا ؟ فقلت له " علشان أنا بشجع منتخب مصر بس !!!! فقال لي ألسنا عرب ومسلمين ؟ قلت له أنتم عرب ومسلمون وليس لهذا دخل في كرة القدم .. أنا لا أشجع إلا منتخب بلدي .. وتونس .. والسعودية .. والمغرب !! فضحك وقال لي متهكماُ .. أشمعنى الجزائر لا .. فقلت له عندما تستطيعون أن تتفهموا أننا نلعب كرة قدم فقط وقتها سأشجع الجزائر .. ولكن طالما نحن ندخل " العروبة والإسلام والسياسة " في كرة القدم فأنا اشجع منتخب بلدي .. وأحب كرة تونس والسعودية والمغرب .. وبالتالي فكروياً الأمر محسوم بالنسبة لي .. عندما تلعبون كرة جيدة تبهرني ممكن أن اشجعكم ولكن ليس للأمر علاقة بالعروبة والإسلام وكل هذه المفردات العجيبة التي تضعونها في كرة القدم وأنتم أول من يكفر بها ! واسأل شاوشي .. وبلحاج .. وروراوة وشوية الهمج اللي كانوا في السودان !!
دة مقال لهيثم نبيل مدير موقع يالا كورة